top of page

هل أنا موجود أيها التائه أجبني





هل أنا موجود أيها التائه أجبني أهديك كلماتي لعلّك تأتيني بقبسٍ أو أجد على النار هدى هل تزورك الحيرة!! ماذا عن التيه!! هل تختلط عليك المشاعر! انني لا أتحدث عن مشاعر عابرة تنتهي بزوال العارض انني أتحدث عن مشاعر زائرة لا تلبث أن تعود. انها مشاعر البحث عن الحقيقة وأية حقيقة!! عندما تجتاح قلبك الحيرة فاعلم إن هذا الشعور ليس غضبا، انك فقط محبط، وحالة الحزن المستمرة ليست اكتئابا، ولا عقلانيتك جنونا، وتساؤلاتك ليست كفرا، وهذه الدموع ليست بكاءٌ كالبكاء ان روحك تتطهر.

  • هل تشعر بالراحة!!

  • أجل بدأت بذلك، ولكن ماذا يحدث!؟

  • لا يهم ماذا يحدث!؟ الأهم لماذا يحدث!؟ إن روحك تحاول أن تقول لك شيئا، إنك للتو بدأت تتعرف على طعم الصبر بذائقة مختلفة، هذا هو طعم النبذ الداخلي،

  • تشعر بالغربة بين أهلك!! بأنك غريب في وطنك!! في داخلك غربة أيضا!! هل بدأت تعيد النظر إلى نفسك!؟

  • آآهـٍ ، أشعر بالغربة، أحاول أن أجدني كثيرا

  • في الحقيقة هي ليست غربة، هي ضربة، لكنها لا تُفقدك الوعي ولا تجعلك مستيقظ على النقيض، بل تفقدك حواسك وقدراتك الذهنية ومنطقك وعقلانيتك، انها تعيدك لبدايتك، لأصلك تُبقي فقط على احساسك بالحياة. يتشكل في هذه الحالة سؤال وجودي، يومض بشكل مُلحّ لا ينطفئ ولا يستمر بالإضاءة، إنه لا يريدك أن تعتاد وجوده، إنك لا تدرك إذا ما كان انفجر في داخلك! أم تكوّن من شعورك بالحياة مع اللاوجود!، يومض ببطء يكاد أن يكون ملموسا، محسوسا متجسدا في الصدف، في كل مرة قلت منذهلا، سبحان الله! في كل اندهاشةٍ أذهلت عقلك الصغير، لماذا لا تعير لها اهتماما!!؟

ليتك تعلم أنها ليست صدف عابرة، إنها بوابات من الرحمة، لحظات من الوصل، حبائلٌ من الالهام، جاءت اليك، ترنو اليك، انها لم تظهر للشخص الذي بجانبك، لقد اختارتك أنت لأنك أنت، أنت المقصود وأنت المعنيّ.

  • انها ليست صدف انها فرص، أفلت روحك لها، لا تقيدها لا تمنطقها ولا تعقلنها لا تجبر عقلك على فهمها انها تتجاوز نطاق الادراك “وكيف تصبر على مالم تحط به خُبرا” إن هذه الصدف، لا تنتمي لهذا العالم

انها رسائل، رسائل من الله، لك أنت يا من فيك من روحه، هذه الفرصة لا تظهر الا في حالة من السلام والهدوء وهذه الحالة تأتيك اذا بحثت عنها اذا نشدتها ليست ببعيدة ، هي موجودة في أعماقك، في روحك، بعيدا عن ما عبثت به الحياة. ان ذلك الوميض يظهر مُلحا مرة أخرى ولكن بشكل أكبر هذه المرة يقول “هل أنا أحيا ما أريد أم هل أنا موجود”..!!! لا تزال التساؤلات تطاردني وفي كل مرة أرفع بصري الى السماء وأقول “يـآ ربّ” – ﻻ تجزع من هذه التساؤلات، فهي مجرد إرهاصات، إرهاصات لميلاد جديد كل عام وأنا بخير، فعيد ميلادي لم يعد في الثاني والعشرون من يونيو. تركي المالكي


Heading 1

bottom of page